في مشهدٍ تتجلى فيه معاني البر والتكافل، تمتد أيادي الخير لتضع بين يدي كل أسرةٍ سلةً غذائية تحمل معها الطمأنينة قبل الطعام، والأمان قبل الاحتياج. ليست مجرد صناديق ممتلئة بالمواد الغذائية، بل هي رسائل رحمةٍ ووفاء، تقول للمستفيد: “أنت لست وحدك، فأمة محمد ﷺ جسدٌ واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
لقد أمرنا الله تعالى بقوله: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾، فكان هذا المشروع استجابةً عمليةً لهذا النداء، يجمع بين صدق النية وحسن العمل. ومن هنا كانت السلة الغذائية صدقةً جارية تُدخل السرور على القلوب، وتغرس في النفوس معنى الأخوّة، وتؤكد أن المجتمع المسلم يتكامل في أوقات الرخاء كما يتكافل في أوقات الشدة.
إنها ليست سلة طعام فحسب، بل هي سلة أمل تحمل في داخلها:
دعاء يتردد على ألسنة الأمهات.
ابتسامة ترتسم على وجوه الأطفال.
سكينة تغمر بيوتًا كانت مثقلة بالهمّ.
وهكذا، يبقى هذا المشروع شاهدًا على أن الخير إذا اجتمع فيه الإخلاص والتنظيم؛ فإنه يتحول من مجرد مبادرة إلى أثر خالد، يكتب الله به الأجر ويُسطر به العمل في صحائف البرّ